Index   Back Top Print

[ AR  - DE  - EN  - ES  - FR  - IT  - PL  - PT ]

PILGRIMAGE OF HIS HOLINESS POPE FRANCIS
TO THE SHRINE OF OUR LADY OF FATIMA

on the occasion of the 100th anniversary of the Apparitions
of the Blessed Virgin Mary at Cova da Iria
(12-13 May 2017)

 

حجّ قداسة البابا فرنسيس

 إلى مزار السيدة العذراء في مدينة فاطمة -  البرتغال

[Multimedia]


 

أيها الإخوة والأخوات المرضى الأعزّاء،

  كما قلتُ في العظة، إن الربّ يسبقنا دومًا: عندما نمرّ بصليب ما، قد مرّ به هو أوّلًا. لقد أخذ على عاتقه، في آلامه، كلّ آلامَنا. يعرفُ يسوعُ معنى الألم، ويفهمنا، ويعزّينا ويعطينا القوّة كما صنع مع القدّيس فرانشيسكو مارتو والقدّيسة جاسينتا، ومع قدّيسي كلّ الأزمان وكلّ الأماكن. أفكّر في بطرس الرسول، وهو مقيّد في سجن أورشليم، بينما كانت الكنيسة بأسرها تصلّي من أجله. والربّ عزّى بطرس. هذا هو سرّ الكنيسة: الكنيسة تطلب من الربّ أن يعزّي المنكوبين مثلكم وهو يعزّيكم، حتى في الخفاء؛ يعزّيكم في أعماق قلوبكم ويعزّيكم بالقوّة.

  أيّها الحجّاج الأعزّاء، لدينا أمام أعيننا يسوع مخفيّ في القربان المقدس ولكن حاضرٌ فيه، كما لدينا يسوع مخفيّ ولكن حاضرٌ في جراحات إخوتنا وأخواتنا المرضى والمتألّمين. نحن نعبد جسد المسيح على المذبح؛ وفي هؤلاء الإخوة نجد جراحات يسوع. المسيحيّ يعبد يسوع، المسيحيّ يبحث عن يسوع، المسيحي يعرف كيف يتعرّف على جراحات يسوع. إن مريم العذراء تكرّر السؤال اليوم لنا جميعًا، السؤال الذي طرحته مائة سنة مضت على الرعاة الصغار: "أتريدون أن تقدّموا ذواتكم لله؟". والإجابة –"نعم، نريد!"- تُعطينا القدرةَ على فهم حياتهم والاقتداء بها. لقد عاشوها، بكلّ أفراحها وآلامها، وبروح تقدمة للربّ.

أيها المرضى الأعزّاء، عيشوا حياتكم كتقدمة وقولوا للسيّدة العذراء، على غرار الرعاة الصغار، أنّكم تريدون تقدمة أنفسكم لله بكلّ قلبكم. لا تنظروا إلى أنفسكم كأشخاص يستفيدون من التضامن الخيري، إنما اشعروا بأنكم تشاركون بشكل كامل بحياة الكنيسة ورسالتها. إن حضوركم الصامت، ولكن الأكثر بلاغة من الكلمات، وصلاتكم، والتقدمة اليوميّة لآلامكم باتّحاد مع آلام يسوع المصلوب من أجل خلاص العالم، والقبول الصبور وحتى الفرح لوضعكم، هم مورد روحيّ، وتراث لكلّ جماعة مسيحيّة. لا تستحوا بكونكم ثروة ثمينة للكنيسة. سوف يمرّ يسوع بقربكم في القربان المقدّس كي يظهر لكم عن قربه وعن محبّته. اعهدوا إليه بآلامكم، ومعاناتكم، وتعبكم. واعتمدوا على صلاة الكنيسة، التي ترتفع من كلّ الأنحاء نحو السماء من أجلكم ومعكم. إن الله آبٌ، ولن ينساكم أبدًا.    

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2017

 



Copyright © Dicastero per la Comunicazione - Libreria Editrice Vaticana